كيف اعرف اني مرتاحة بعد الاستخارة
صلاة الاستخارة من الصلوات النافلة المستحبة والواردة في السنة النبوية، والتي يلجا إليها الكثير من المسلمين والمسلمات حينما يصيبهم التردد في أحد الموضوعات الهامة مثل االزواج أو التجارة، أو قبول وظيفة ما أو تركها وغيرها من الأمور الدنيوية التي يشعر العبد إزائها بالحيرة الشديدة ، وقد أوصى بها الرسول صل الله عليه وسلم في أكثر من موضع في الحديث الشريف.
صلاة الاستخارة ومدى ثبوتها في السنة النبوية
ثبُت استحباب القيام بصلاة الاستخارة في أكثر من موضع في السنة النبوية فقد أخرج ان حبان والترمذي عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: (من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن ادم سخطه بما قضاه الله).
وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن حديث جابر رضي الله عنه قوله: “كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها”، وذلك مصداقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام : “وليسأل أحدكم ربه، حتى شسع نعله”، ولقد كان السلف يسألون الله الاستخارة في الأمور كلها حتى ملح الطعام، ثم يأخذون بالأسباب، ولا يجوز أن يحتقر المسلم أمرا لصغره فيترك الاستخارة فيه ثم يعض أصابع الندم فيما بعد.
كيف اعرف اني مرتاحة بعد الاستخارة
(كيف اعرف اني مرتاحة بعد الاستخارة؟)، سؤال يتردد على لسان الكثيرات من النساء والفتيات المسلمات خاصة في الأمور المتعلقة بالخطبة والزواج، والتي يشيع فيها اللجوء إلى صلاة الاستخارة لما يترتب عليها من تردد وقلق وحيرة قد تؤدي إلى التأثير على القرارات التي يتم اتخاذها، أو قد يحدث في بعض الأحيان التباسا في بعض الأمور كأن ترى المستخيرة حلما ما وتفسره من تلقاء نفسها وتتخذ قرارها بناء عليه.
والإجابة عن هذا السؤال تتطلب أولا معرفة كيفية صلاة الاستخارة وكل كل ما يتعلق بها حتى تتأكد المستخيرة أنها قد استنفذت كافة السبل على أكمل وجه قبل أن يمن الله عليها بالقرار السليم ويهيئ لها صالح الأمور.
كيفية صلاة الاستخارة ودعاؤها
روى البخاري عن رسول الله صل الله عليه وسلم قوله: “إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (ويسمي حاجته).. خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به”.
وقد أباح معظم الشيوخ تكرار الصلاة إلى ثلاث مرات في ثلاث ليال متتالية، أو إلى سبع مرات كما نُقِل عن السني وعن أنس، وهذا في حالة عدم اتضاح الأمور أو انشراح صدر المستخير لأحد الاختيارين، وقال الإمام النووي : (ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا، وإلا فلا يكون مستخيراً، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة من اختياره لنفسه)، ولم يشترط العلماء الرؤيا عقب الاستخارة، وإنما هي هبة اختصها الله عز وجل لعباده الصالحين، فقد رُوي عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال: ” الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة” – رواه البخاري.
الآيات المستحب قراءتها في صلاة الاستخارة
أختار بعض العلماء اجتهادا أن يقرأ المستخير سورة يس في ركعتي الاستخارة، نصفها في الركعة الأولى ونصف في الثانية، واستحب الإمام النووي قراءة سورة الكافرون والإخلاص لأن كلا السورتين المراد منهما صدق التفويض، وإخلاص الرغبة، وإظهار العجز، واختار بعض العلماء قراءة آية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، واستحب بعض السلف قراءة الآيات :
(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان الله وتعالى عما يشركون* وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) – سورة القصص، في الركعة الأولى، وآية :
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) من سورة الأحزاب في الركعة الثانية.
توقيت صلاة الاستخارة
ليس لصلاة الاستخارة وقت محدد كالصلوات المفروضة بل يجوز القيام بها في أي وقت من الليل أو النهار، فقد أقر أغلب العلماء بأن ظاهر الحديث يدل على جواز صلاتها حتى في الأوقات المنهي عنها، خاصة إذا وجدت الضرورة الملحة لذلك، وأقر أصحاب المذاهب على عدم استحباب القيام بالصلاة في الأوقات المنهي عنها، بل فضلوا أن تكون صلاة الاستخارة قبل النوم مباشرة لما قد يصادفه المستخير من رؤيا صادقة تكون جوابا لاستخارته.
متى يقال دعاء الاستخارة
قال الإمام القرطبي أن الدعاء يكون بعد السلام من الصلاة، وأيده في ذلك الشوكاني، وأجاز ابن حجر العسقلاني قول الدعاء أثناء الصلاة في موضع السجود أو بعد الفراغ من التشهد، أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أختار أن يكون الدعاء بعد التشهد وقبل السلام مباشرة.
ولقد استحب أهل العلم استقبال القبلة عند قراءة دعاء الاستخارة، مع افتتاح الدعاء وختمه بالثناء على الله عز وجل والصلاة على رسوله، وهذا من آداب الدعاء في الإسلام، كما يستحب تثليث الدعاء أي تكرار قوله ثلاث مرات متتالية لما ورد عن أن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا دعا دعا ثلاثاً.
اقرأ ايضا
مناسك الحج بالتفصيل للنساء
وبهذا تكون الإجابة عن سؤال كيف اعرف اني مرتاحة بعد الاستخارة قد أصبحت واضحة وشافية.
مــروة فتحـــي
جزاكم الله خيرا