التقويم الهجري احد اهم الوسائل التي تستخدم لحساب الوقت والزمن ن و تتعدد وسائل قياس الوقت والزمن من مجتمع لآخر ومن بيئة لأخرى ومن عصر لآخر، إلا أن التقويمين الميلادي والهجري يظلان هما التقيمين الرئيسيين الأشهر استخداما حول العالم، وكل منهما له بداية محددة بموقف معين، وهنا نستعرض تفاصيل اكثر عن التاريخ الهجري الذي يختص المسلمون باتباعه وفق ما ورد في كتاب الله الكريم الذي أنزله الله على رسوله الكريم.
المقصود بالتقويم الهجري
التاريخ أو التقويم الهجري هو ما يطلق عليه كذلك التقويم القمري أو التقويم الإسلامي هو ذاك التقويم الذي يعتمد على دورة القمر حول الأرض بهدف تحديد بدايات ونهايات أشهر السنة، وهو التقويم الذي يستخدمه المسلمون لا سيما في تحديد المناسبات الدينية، وتوجد بعض البلدان العربية ذاك التقويم في كافة شؤون حياتهم وفي الأعمال والاجراءات الرسمية، ولكن مع الغزو الأوروبي الأخير تحول ذاك التقويم إلى تقويم ميلادي في معظم الدول العربية والإسلامية.
بداية التاريخ
التاريخ الهجري تم تأسيسه على يد أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” -رضي الله عنه- وكان قد اتخذ يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بداية لهذا التاريخ، ولذلك تمت تسميته بالتقويم الهجري ولكنه في الأساس يتحدد وفق الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن الكريم بإتباعه حين قال في الآية 36 من سورة التوبة “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
أما عن الأشهر الأربعة الحرم التي وردت في الآية الكريمة فهي الأشهر القمرية “رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم”، وقد حرص المسلمون على اتباع القرآن الكريم كما ورد من الله تعالى على لسان نبيه الكريم، وبدءوا يعملون بهذا التقويم، ورغم أن التقويم الهجري بدأ في عهد المسلمين لكن أسماء الأشهر والتقويم القمري يستخدم منذ أيام الجاهلية، وجدير بالذكر أن أول یوم في هذا التقویم حين تطبيقه كان يوم الجمعة 1 محرم سنة 1 هـ والذي يوافق في التاريخ الميلادي 16 يوليو عام 622م.
الفرق بين التقويمين الميلادي والهجري
التقويم الهجري الذي استحدثه المسلمون يتكون من 12 عدد شهرا قمريا، والشهور القمرية تتراوح ما بين 29 و30 يوما؛ أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريبا، بينما السنة الميلادية تساوي 365 يوما وهي مدة دوران الأرض حول الشمس، ولذا نجد ان هناك فارقا بين التقويمين يساوي حوالي 11 يوما؛ الأمر الذي جعل من الصعوبة التحويل بين التقويمين إلا بحسابات دقيقة.
اختيار أسماء الأشهر القمرية
كان العرب في العصر الجاهلي يختلفون في ذكر مسميات الأشهر القمرية، وكل قبيلة تطلق مسمى على أحد الأشهر بخلاف ما تطلقه القبيلة الأخرى المجاورة، إلى أن قرر العرب أن يجتمعوا في سنة 412م أي قبل البعثة النبوية بحوالي 150 سنة، وبالفعل اجتمعوا في مكة المكرمة وحددوا أسماء جديدة للأشهر لكي يتفق عليها جميع العرب بمختلف قبائلهم وطوائفهم ومعتقداتهم، ومن ثم اختاروا الاثني عشر شهرا المتبعين إلى وقتنا هذا.
اقرأ ايضا
كيف اقضي وقت فراغي ؟ سؤال له العديد من الاجابات تعرف عليها
الأشهر في التقويم الهجري
1- شهر مُحَرَّم : وهو الشهر الأول من العام، ومن الأربعة أشهر الحرم التي حرم العرب فيها القتال.
2- شهر صَفَرْ : وسمي بهذا الاسم لأنه كان شهرا يحاربون فيه وتخلو ديار العرب أي تصفر بالفصحى حيث يخرج الرجال إلى الغزو.
3- شهر ربيع الأول : وهو الشهر الثالث، وقد تمت تسميته بذلك لأنه جاء في فصل الربيع حين اتفقوا فأسموه بذلك.
4- شهر ربيع الآخر : وتمت تسميته بذلك لأنه تابع لشهر ربيع الأول ومكمل له في فصل الربيع.
5- شهر جمادي الأولى : وأسماه العرب كذلك لأنه جاء في الشتاء حينما تجمد المياه في الآبار والعيون.
6- شهر جمادي الآخرة : وتمت تسميته بذلك لأنه تابع لشهر جمادي الأولى ومكمل له في فصل الشتاء.
7- شهر رجب : وهو من ضمن الأشهر الأربعة الحرموسبب تسميته أن العرب يتوقفون عن القتال وفي اللغة الفصحى يترجبون.
8- شهر شعبان : وهو من الأشهر المقدسة لدى المسلمين وكان سبب تسميته ان الناس يتشعبون فيه لأحوال دنياهم.
9- شهر رمضان : وهو شهر يعظمه المسلمون وصومونه، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الحرارة العالية أي الرمضاء بالفصحى.
10- شهر شوال : وياتي فيه عيد الفطر للمسلمين، وسبب تسميته ان الإبل تتشول فيه، أي ينقص لبنها ويفرغ ضرعها.
11- شهر ذو القعدة : وهو من ضمن الأشهر الأربعة الحرم، وسمي كذلك لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال.
12- شهر ذو الحجة : وهو شهر مقدس لدى المسلمين يحجون فيه إلى بيت الله الحرام ويطوفون حول الكعبة، وفيه عيد الأضحى.