الشيخ زايد آل نهيان
صاحب السمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله يعتبر أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان له أكبر أثر في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مع إمارة دبي، وبسبب هذا الإتّفاق تم تأسيس أول فيدراليّة عربية، وتولى حكم إمارة أبو ظبي خلفاً لأخيه، وكذالك خلفه في حكم إمارة أبو ظبي إبنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإستطاع في عهده أن يخلق ولاء للكيان الإتحادي بدلاً من الولاء إلى القبيلة أو الإمارة، وقد إشتهر عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حبه الشديد لعمل الخير، فقد أنفق خلال أربعة عقود مليارات الدولارات في مساعدة الدول الفقيرة، وساهم في حل المشاكل العربية .
نشأته
ولد الشيخ زايد آل نهيان في يوم 1 ديسمبر من عام 1918 في مدينة أبو ظبي بقصر الحصن، وهو أصغر أبناء الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان من الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، وعند بلوغه أربعة سنوات من عمره توالى والده مقاليد الأمور في أبو ظبي ونتج عن ذالك تعزيز لعلاقاته بدول الجوار، وكان مداوماً على حضور مجلس أبيه حينما يستقبل المواطنين ويشاركهم همومهم ومشاكلهم، وكان كثيراً ما يسأل أبيه ويستفسر منه ليزيد بذالك وعيه وإدراكه.
مواقف عظيمة
إشتهر عن الشيخ زايد آل نهيان مقولة عام 1973 التي أطلقها في حرب أكتوبر حيث قال، ” النفط العربي ليس أهم من الدم العربي “، ثم قام بقطع النفط عن الدول، وتبعه في ذالك باقي الدول العربية المصدرة للنفط، مما كان له أكبر الأثر على القرار الدولي لهذه الحرب.
حياته السياسية
تولى الشيخ زايد آل نهيان عدداً من المهام السياسية قبل الإتحاد منها :
1- تولى حكم مدينة العين عام 1964 بعد موافقة جميع أفراد العائلة الحاكمة، وقام بإنجازات كبيرة منها إفتتاح أول مدرسة بالعين عام 1959، كما تم إنشاء أول سوق تجاري، ومشفى طبي، وشبكة طرق لتسهيل التنقل بين أرجاء المدينة، وقد أصدر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي في فترة حكمه أبرز وأهم القرارات، وهو قرار إعادة النظر في ملكية المياه ووصولها لجميع المواطنين رغم ندرة وجودها، وتوفير المياه للزراعة .
2- في عام 1962 وبسبب الضغوط التي تلقاها الشيخ شخبوط، قرر بأن يسمح للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمساعدته في إدارة سؤن أبو ظبي، وسعى الشيخ زايد خلال أربع سنوات لتحسين الأوضاع، والتقدم بالإمارة بكل جد نحو تنفيذ برنامجه التنموي، وتولى في يوم 6 أغسطس 1966 إمارة أبو ظبي خلفاً لأخيه الكبير الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، وذالك بموافقة العائلة الحاكمة بالإجماع، وقام في فترة حكمه بتطويرالعديد من القطاعات، مثل إصلاح قطاع التعليم، وقطاع الصحة، وتحديث الإسكان الشعبي، وأصدر مرسوماً لإنشاء الطوابع البريدية، وأنهى العداء الذي كان قائماً بين أبو ظبي وقطر .
أهم أعماله وانجازاته
1- فهو صانع الإتحاد، فقد وحد مع الشيخ سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة “في إجتماع السميح” وبدأ الإتحاد بين أبو ظبي ودبي، وشاركا معاً في آداء الشؤن الخارجية والأمن والدفاع، على أن يدعو باقي حكام الإمارات لهذه الوحدة.
2- قام الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد اللصباح بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي في عام 1981 م في أبو ظبي، وتم إختيار الشيخ زايد أول رئيس للمجلس الأعلى .
3- كان الشيخ زايد قد أصدر تعليمات بإحضار عدداً من ” المها العربية” إلى البرية لتتكاثر، كما أنه أمر بزراعة 140 مليون شجرة في أنحاء العالم، فقد كان من حماة البيئة.
4- يعتبر الشيخ زايد حافظاً للسلام، فقد ساند مصر وسوريا في حررب 1973 م من أجل تحرير أرضي فلسطين المحتلة، وفي أكتوبر نادى بعقد مؤتمر قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، وكان الشيخ زايد من أوائل الناس اللذين نادو بالتصالح أثناء الغزو العراقي للكويت .
وفاته
الشيخ زايد يعتبر الأب والقائد والقدوة، فلم يكن زعيم نتغنى بأمجاده، بل هو شيخ كل العرب، وسيذكره التاريخ على مر العصور، وقد توفاه الله تعالى في 19 رمضان 1425هـ الموافق 2 نوفمبر 2004 بعد مسيرة طويلة من الإنجازات والعطاء وتولى من بعده إبنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي، وانتخبه المجلس الأعلى للإتحاد، وقد أعلنت كلاً من لبنان وليبيا والجزائر واليمن الحداد ثلاثة أيام على وفاة الشيخ زايد.