الصدقة والزكاة ما الفرق بينهما ؟ ووقت اخراجهما ؟

الصدقة والزكاة ما الفرق بينهما ؟ ووقت اخراجهما ؟ سؤالان يشغلان بال الكثير من الناس وخاصة مع حلول الشهر الكريم، فالصدقة والزكاة كلاهما من أبواب الخير والتقرب إلى الله، وكثيرا ما يخلط بينهما عامة الناس، ولكن اهل العلم والشرع لهما رأي آخر، فبالرغم من التشابه الكثير بين الصدقة والزكاة إلا أنهما مختلفان في العديد من الأمور .

أولا: الصدقة :

مرادف كلمة (الصدقة) في اللغة: هي الإحسان أو البر أو المعروف، وهي أحد أبواب البر والتقرب لله عز وجل، ولها فوائد جمة للإنسان المسلم في دينه ودنياه، وهي ليست فرضا وإنما تندرج تحت حكم النافلة ويقوم بها العبد متطوعا خالصة لوجه الله تعالى، وتجوز على المسلم وغير المسلم طالما توافرت فيه الشروط اللازمة ككونه فقيرا أو مريضا أو يحتاج للمساعدة.

شروط الصدقة :

1. أن تكون من مال حلال إذا كانت من الأموال.
2. أن تكون خالصة لوجه الله تعالى.
3. أن تكون من أفضل ما يكون بمعنى أن ينتقي الشخص أفضل ما لديه لكي يتصدق به، وليس معناها أن يختار ملابسا بالية أو أشياء قيمتها متدنية، فمن المعروف عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعطر الدرهم قبل أن تتصدق به وتقول: “ما مد عبد يده بصدقة، إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع يد السائل”.

4. أن تكون مما يحب كطعام يحب أن يأكله، أو كل ما هو غال على نفسه، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتصدق بالسكر ولما سئل عن ذلك أجاب : أني أحبه وقد سمعت الله يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، ويعتبر إطعام الطعام من أفضل وأحب الصدقات لله عز وجل.

أنواع الصدقات :

تشمل الصدقة كل ما يستطيع الشخص التصدق به ولا تقتصر على الأموال النقدية أو الأشياء المادية كالملابس والأحذية فقط بل تتضمن الآتي :
1- الابتسامة في وجه كل مسلم.
2- افشاء السلام.
3- إغاثة الملهوف.
4- عيادة المريض.
5- إماطة الأذى.
6- الصدقة الجارية : وهي التي تظل جارية للإنسان حتى بعد موته كبناء مسجد أو حفر بئر يشرب الناس منه، ويظل ثوابها يتضاعف حتى قيام الساعة.

7- الصدقة الخفية : وهي الأفضل على الإطلاق لأنها الأقرب في الإخلاص، وهي توافق قول الله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم).

8- الصدقة على الأقارب فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة”.

9- الصدقة على الأهل والصاحب والصديق، لقول رسول الله صل الله عليه وسلم: “أفضل الدنانير دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل”.

10- النفقة في الجهاد في سبيل الله فهي من أفضل الأبواب التي ينفق فيها المال، وقد قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في قوله تعالى: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).

فضل الصدقات :

1- يستظل بها العبد المتصدق يوم القيامة فقد قال النبي صل الله عليه وسلم: ” الرجل في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس”.

2- مكفرة للذنوب والسيئات، فكما ورد في الحديث الشريف عن النبي صل الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.

3- سبب في شفاء الكثير من الأمراض بإذن الله فقد قال النبي صل الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة”.

4- سبب في زيادة المال وبركته ونماءه وفي الحديث الشريف: (ما نقصت صدقة من مال)، ومن المعروف أن الصدقة بعشر أمثالها وقد يضاعفها الله لمن يشاء.

5- لها بالغ الأثر في رد البلاء وسوء القضاء، وتطفئ غضب الله تعالى فقد ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم: “إن صدقة السر تطفئ غضب الرب” ،”وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء”.

متى تخرج الصدقة :

ليس للصدقة وقت محدد لإخراجها، وإنما تخرج في أي وقت يشاء فيه المسلم، وتكون مستحبة أكثر في الأوقات الشريفة من العام كشهر رمضان، ويوم الجمعة من كل أسبوع، والعشر الأواخر من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وأيام العيدين، وذلك لتضاعف أجرها وثوابها في هذه الأوقات.

ثانيا : الزكــاة :

معنى كلمة (الزكاة) في اللغة هي: البركة والنماء، والزكاة في الشرع هي حصة من المال ونحوه يوجب الشرع بذلها للفقراء والمساكين ولكن بشروط خاصة.

وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وتُفرض على المسلم البالغ العاقل القادر إلى المسلمين من الفقراء والمساكين.

ولقد فرضت على المسلمين في العام الثاني للهجرة، ووردت الزكاة في أكثر من موضع في القران الكريم وفي هذا قد يحتمل ان يكون والله اعلم قد تحتمل ان تكون والله اعلم بشارة وعلامة على أهميتها الشديدة كركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة كقوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين)، وقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وقد فسر الكثير من أهل العلم هذه الآية بآية الزكاة، ولفظ الصدقات فيها يراد به الزكاة حيث وردت كلمة الصدقات للقد يحتمل ان يكون والله اعلم قد تحتمل ان تكون والله اعلم بشارة وعلامة على تصدق العبد على نفسه بإخراج الزكاة.

شروط الزكاة :

1- الزكاة تخرج من المسلم الغني المقتدر إلى المسلم الفقير في نفس البلد.

2- يجب أن تبلغ النصاب المحدد لها وهي القيمة التي يقرها الشرع من إجمالي ما يملك المسلم.

3- يحول عليها الحول (يمر عليها عام كامل).

4- لا تسقط بوفاة الشخص بل يجب أن يتم إخراجها من أمواله قبل تقسيم الميراث إذا كان المتوفي لم يخرجها قبل موته.

5- يعتبر المسلم الممتنع عنها آثم.

6- تُعطى لأشخاص بعينها وهم الذين ذكرهم القران الكريم في قوله تعالى : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).

7- تسقط عن المسلم الغير قادر أو الذي لا يملك مالا أو لم يبلغ ما لديه حد النصاب.

أنواع الزكاة:
للزكاة نوعان هما : زكاة المال ، زكاة الفطر.

1- زكاة المال:
– تجوز على كل مسلم مقتدر بلغ ماله أو ممتلكاته النصاب وهو النسبة التي حددها العلماء 2.5 % من اجمالي المال أو الممتلكات، وحال عليه الحول أي مر عليه عام كامل.

– لا تقتصر زكاة المال على الأموال النقدية فقط بل تمتد على كل أنواع الممتلكات كالزرع، والثمار، أو الأنعام، والذهب والفضة.

2- زكاة الفطر:
تجب على كل مسلم عاقل أو غير عاقل، بالغ أو غير بالغ، ذكرا كان أو أنثى يخرجها عائل الأسرة عنه وعن نفسه وعن زوجته وأولاده، ويتم إخراجها خلال شهر رمضان وحتى قبل صلاة عيد الفطر، ولا يجوز تأخيرها لبعد الصلاة وإلا تحتسب صدقة، وتحدد وفقا لعملة البلد التي تُخرج فيه والأصل فيها أن مقدارها ما يوازي صاعا من التمر أو الشعير، وبعض العلماء يفضلون أن تكون من الحبوب كالأرز والعدس والفول، والبعض الآخر أجاز أن تخرج في قيمة نقدية للمسلم المحتاج وهو يشتري منها ما يريد من احتياجاته.

آراء العلماء والدعاة عن الصدقة والزكاة وما الفرق بينهما ؟ ووقت اخراجهما ؟

الشيخ صالح المغامسي :
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، والأمر بها صريح لقوله تعالى: (وأتوا الزكاة)، فكل من بلغ ماله أو ممتلكاته النصاب وحال عليه الحول وجبت عليه الزكاة، وتجوز في الأموال الزكوية الأخرى كالثمار وبهيمة الأنعام مصداقا لقوله تعالى: (وآتوا حقه يوم حصاده)، أما الصدقة فهي تطوع من العبد المسلم للتقرب لله عز وجل وهي أحد أسباب الستر في الدنيا والآخرة، وتعد الصدقة من أفضل العبادات على الإطلاق.

الشيخ عمر عبد الكافي:
الزكاة فرض والصدقة نفل ويفضل ألا يكتفي المسلم بالزكاة فقط بل يفضل الزيادة فقد يغفل في إخراجه للزكاة عن قيمة بسيطة أو خطأ بالحساب خاصة مع زيادة الأموال، وهو ما يطلق عليه لفظ (جبر الفرض)، والصدقة تجبر الفرض وتزيد البركة في العمر والمال والصحة والولد.

وتعتبر الصدقات من أكثر العبادات التي يحبها الله ورسوله، وفي الحديث الشريف: “قال الله تعالى: أنفق يا بن ادم، يُنفق عليك”، ولو خُير الميت أن يعود للدنيا ليعمل عملا صالحا لاختار الصدقة دونا عن كل الأعمال الصالحة.

الداعية مصطفى حسني:
ذكرت الزكاة في مواضع عدة في القرآن الكريم بلفظ الصدقة ولكن يقصد بها الزكاة، ولا يفهم هذا إلا أهل العلم من علماء اللغة والمفسرين ومن أمثلة هذه الآيات قوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم)، والآية هنا أمر موجه للنبي صل الله عليه وسلم بأخذ الزكاة من المؤمنين ليطهر قلوبهم ومرادف صل عليهم أي أدعو لهم، والزكاة فرض لا يجوز تركه أو التغاضي عنه أما الصدقة وإن كانت تطوع إلا أنها من أحب الأعمال لله ولرسوله وأفضلها الصدقة الخفية التي لا يعلمها إلا الله فعن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: “سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله…..، وذكر منهم (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه).

مـــروة فتحــي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top