السلطانة قسم وحكم الدولة العثمانية 37 عاما

 تعتبر السلطانة قسم من بين الشخصيات المؤثرة في التاريخ، كانت شخصية الجارية التي تحولت إلى سلطانة حكمت الدولة العثمانية بالفعل، واستطاعت أن تثبت قوتها ومهاراتها اللامتناهية..السلطانة قسم.

قصة زواج السلطانة قسم من السلطان أحمد الأول :

عقب اعتناق السلطانة للإسلام، قرر السلطان تزوجها دون النظر للرفض العارم ممن حوله لإقامة هذا الزواج، وعقب إتمام عملية الزواج من جاريته، اكسبها اسم ” السلطانة القائدة “.

حيث لاقى السلطان أحمد في ذلك صعوبة كبيرة لم تجعله يتراجع عن قراره، حيث أصر على ذلك كل الإصرار، معارضا كل من ابنته ” صفية ” الابنة الكبرى للسلطان، وكذلك مواجها رفض والدته التي رفضت هذا الزواج رفضا تاما، وكان ذلك الرفض للزواج من قبيل عدم ارتباط السلطان العثماني بجارية.

ومن خلال زواجه أنجب منها أبناءه “مراد الرابع “، و” إبراهيم الأول “.

اسهامات السلطانة قسم :

رغم ما عرفت به السلطانة من قوة وقسوة وظلم في كثير من الأحيان، استطاعت أن تزرع لحبها في قلوب الرعايا ورجال للحكم، من خلال اسهاماتها الكبرى في الدولة، ومن بينها.

1- دفع الديون عن رجال الحكم الذين اوقعهم السجن.

2- بناءها مدرسة للصبيان.

3- كذلك أقامت سبيلا وعين ماء.

4- أقامت كذلك جامع ” الجامع ذو الخزف “، في حي أسكودار ويعتبر تحفة فنية.

5- أقامت عدة أعمال خيرية في الدولة.

6- كذلك لها خان مشهور ومعروف باسم ” خان الوالدة “.

حياتها :

استطاعت السلطانة قسم خلال حياتها، ومن خلال ما فعلته من معجزات في التاريخ، أن تجعل لحياتها بريقا في تاريخ الدولة العثمانية، وبين حكام هذه الدولة الذين اسسوا وحكموا بالفعل.

في سن الخامسة عشر من عمرها، كانت قد بدأت في استخدام حذاقتها واسلوبها وجمالها الفائق للتأثير على زوجها السلطان، ولكن الأمر لم يكن يتطور معها للدخول لعالم الحكم.

سن الثلاثين والتحول المباشر للحكم السياسي :

ظهر ولع السلطانة قسم بأمور الحكم والسياسة، عقب مفارقة زوجها السلطان للحياة، حيث تدخلت بشكل مباشر وبجنون في تلك الأمور السياسية.

وقد ظهر ذلك من خلال قرارها الأول لتولى الأمير ” عثمان ” للحكم عقب موت أبيه السلطان، مستخدمه في ذلك رجال الحكم وشقيق السلطان الأمير ” مصطفى “، لتؤسس بذلك أولى قواعدها في التاريخ العثماني، حيث كان السلطان مصطفى أول أخ يقوم بقيادة أمور الحكم، عقب وفاة أخيه السلطان في الزولة العثمانية.

والأمر لم يكن سوى حيلة مؤقته من السلطانة، وبالتعاون مع ملوك وسادة الانكشارية في إسطنبول، لحين التملك من الأمور بشكل حاسم، وفرض سيطرتها بقوة لا تقهر.

ومع مرور الوقت ولمدة نصف قرن تقريبا، تدخلت بشكل أساسي وواضح في أمور السياسة العثمانية، كواحدة ممن لهم الحق والكلمة في السياسة العليا في حكم الدولة العثمانية.

سقوط الأمير مصطفى وتولى الأمير عثمان الحكم :

سرعان ما سقط الأمير مصطفى، ولم يبق في الحكم، حيث لم تدوم مدة حكمه طويلا، فقد سقط عقب حوالي 3 أشهر من تنصيبه الحكم.

وتقرر عقب ذلك تولى الأمير ” عثمان “، الابن الأكبر للسلطان، ليصبح هو السلان الأول، الأمر الذي جعل السلطانة قسم تشعر بالهزيمة أمام زوجة السلطان الأولى ” خديجة ماه فيروز “، وخلال فترة حكمه كانت السلطانه قسم قد شعرت بالقلق حيال ذلك.

مما دفعها إلى استخدام ذكائها في التخلص من السلطان الجديد، وذلك عقب تخلصها من معاونيها من رجال الانكشارية الذين لم تجد فيهم ضالتها، إلا إنها تقرر العودة للاستعانه بهم من جديد للقضاء على السلطان.

ثم التخلص من ” خديجة ماه فيروز ” 1621.

تولى السلطان مراد الحكم والتخلص من الأمير مصطفي :

عقب تخلص السلطانة قسم من السلطان ” عثمان “، كانت قد قررت عزل الأمير ” مصطفي “، الذي صعد بعده لتولى الحكم مرة أخرى، وذلك بتحالفها مع القادة والوزراء.

ونفذت خطتها في تولى السلطان ” مراد “، وهو لا يزال في سن الحادية عشر من عمره، وكانت خطتتها في ذلك هي أن تقود الحكم.

إلا أن خطتها كادت أن تصاب بالفشل، عقب مرور ما يقرب من 9 أعوام على قيادتها للحكم، حيث اتخذ السلطان ” مراد ” قراره، بشأن قيادة الحكم بمفرده دون الحاجة في ذلك لوالدته السلطانة الأم.

وخلال فترة حكمه أعاد ازدهار الدولة من جديد، من خلال فتوحاته وانتصاراته وقوته التي لا يمكن قهرها، حتى وجد البعض فيه ما يشبه عهد ” سلطان القانوني “.

إلا أن السلطان مراد قد فارق الحياة عام 1640، مما جعل السلطانة قسم تعاود من جديد إلى التفكير في فرض سلطتها ونفوذها على الدولة من جديد، وكان ذلك ممهدا لها عقب تولى السلطان ” إبراهيم ” الحكم، والذي اطلق عليه ” المجنون ” نظرا لمرضه ومعاناته.

معجزة قتل الأم لابنها ” تخلص السلطانة قسم من ولدها إبراهيم “:

أقامت قسم خطتها الجديدة للإقامة على عرش الدولة، غير مهتمه في ذلك بالبقاء على حياة أبنها السلطان، فعقب موت أبنها الأول السلطان ” مراد “، والتي كانت تخشى بطشه، قد وجدت في ” إبراهيم ” وخاصة عقب اكتشافه أمر ادارتها الفاسدة لشؤون البلاد، ضالتها المنشودة، والتي تطمح فيها للتربع على حكم الدولة.

وكانت السلطانة قد قامت في سعيها لتحقيق ذلك، بإعدام السلطان ” إبراهيم ” 1648، وذلك من خلال تسليمه للجلاد للتخلص منه والقضاء عليه.

وعقب قتل السلطان إبراهيم كانت السلطانة قسم قد حققت انتقامها، وغايتها في التربع على الحكم من جديد، نيابة عن حفيدها السلطان ” محمد الرابع “، لتظل باقية في وعلى الحكم لمدة طويلة بلغت 37 عاما، وكان الثمن لذلك تضحيتها بأقرب الناس إليها.

قصة إسلام السلطانة قسم :

كانت السلطانة قسم قد اعتنقت الإسلام، وخلال دخولها الديانة الإسلامية، قد تقرر تغيير أسمها من ” أناستاسيا “، إلى ” قسم ” أو ” كوسم “.

ثم بعد ذلك أطلق عليها اسم ” ماه بيكر “، وذلك لما كانت تتحلى به من جمال فائق جعلها تلقب ب ” وجه القمر “.

قصة قتل السلطانة قسم :

عقب أن حققت السلطانة هدفها في الوصول للحكم، وعقب تخلصها من ابنها السلطان إبراهيم، لم تنتهي عداوات السلطانة، ولم تتمكن اعمالها الخيرية من حمايتها، حيث بدأت لديها عداوة جديدة مع زوجة ابنها المقتول ووالدة السلطان محمد الرابع ” خديجة تارخان “.

وكان عام 1651 هو عام النهاية بالنسبة للسلطانة، بعد أن قامت السلطانة خديجة، بكشف وجهها الحقيقي، ورغبتها في قتل حفيدها للتخلص من أمه بشكل نهائي، وأمرت بقتلها.

وكان ذلك حيث تم التخلص من السلطانة قسم، بالاغتيال في سن 62 عاما خنقا.

كتبت : بنازير مجدى 

3 أفكار عن “السلطانة قسم وحكم الدولة العثمانية 37 عاما”

  1. Pingback: مقارنة بين السلطانة قسم وشجرة الدر - خـليـجـيات 24

  2. Pingback: تاكفاريناس القائد الامازيغي وثورته ضد الرومان بشمال افريقيا - خـليـجـيات 24

  3. Pingback: غوندوغدو واهم اللمحات الشخصية في حياته - خـليـجـيات 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top